مـنـتــديات تســــالـى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مـنـتــديات تســــالـى

منتـديات تسـالى ترحـب بكـم وتتمنى لكـم قضـاء أحلـى الأوقـات داخـل المنتـدى تـفـيـد وتـسـتـفـيـد ونتمنى لكم اٍقامة طيبة بالمنتدى
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 المال والثقافة ...... علاقه قديمه!!!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
&lt&ltXx Ko0one o
عضو مشارك
عضو مشارك
&lt&ltXx Ko0one o


ذكر عدد الرسائل : 52
العمر : 35
البلد : makh
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 18/03/2009

المال والثقافة ...... علاقه قديمه!!! Empty
مُساهمةموضوع: المال والثقافة ...... علاقه قديمه!!!   المال والثقافة ...... علاقه قديمه!!! Icon_minitimeالأحد مارس 22, 2009 11:45 pm

بقلم : د. مبروك المناعي *

للمال دور في تنمية الثقافة، ولما كان الشعر أول ألوان الأدب العربي وأعرق مظاهر الثقافة العالمة فإن أقدم مظاهر الرعاية الأدبية وأكثرها وضوحاً قد اقترنت به أولاً وأساساً، ولذا فإننا نولي رعاية الشعر الأهمية الأولى وإن كنا جميعاً نعلم أن النثر الفني والموسيقى والغناء وسائر مكونات الثقافة، قد حظيت بشتى صنوف التشجيع من قبل أصحاب المال وأقطاب الجاه في مختلف مراحل الحضارة العربية، ويكفي لتجسيد هذه الفكرة أن نذكر أن مترجمي بيت الحكمة ببغداد على عهد المأمون كان الواحد منهم ينال مثقال ما يترجم من كتب الحكمة ذهباً، وأن أبا الفرج الأصبهاني قد نال على تأليفه كتاب الأغاني ألف دينار.



ولئن كانت مسألة الرعاية المقصودة هنا ماثلة في مستوى الجمهور المتلقي، ولا سيما الكتل الاجتماعية الفاعلة وقوى الاستقطاب والتوجيه السياسية والمالية، فإن مقابلها في مستوى مصادر الإنتاج الأدبي هو مسألة التكسب، وأصل التكسب طلب الرزق والاجتهاد في تحصيله، ومن ثم فــإنه ظاهرة عامة جداً تتجاوز - نظريًا على الأقل - التوسل بالشعر أو الأدب في الكسب، غير أن استعمال هذا المصطلح في النقد الأدبي - وهو الغالب على استعماله - ضيّق من مجال الكلمة فربطها بتحصيل المــــال بالشعـــر بشكل خاص.



المال والثقافة ...... علاقه قديمه!!! 50-1الشعر والتكسب

وقد اتضحت لنا عبر ممارسة الشعر كيفية ظهور التكسب في الثقافة العربية، ثم تطور المشغل المالي للشاعر والوظيفة المالية للقصيدة وإفضاء التكسب بالشعر إلى مبادلة بينه وبين المال، وتحوله في جانب مهم منه إلى حدث اقتصادي وأداة تبادل يتحصل بها على المال العين أو المال النقد، واتضـــح لنا كذلك كيــف أصبح الشعراء فئة عاملة كغيرهم من أصحاب الصناعات تقريباً يرتزقون مما لهم من مواهب ومهارات خاصة، ويتنافسون وهو ما تزيد إيضاحه أخبارهم: فقد ذكر أبو الفرج ضمن أخبار حماد عجرد أنه لم يتكسب بصناعة غير الشعر وتواتر في حديثه عن شعراء التكسب ذكر الخدمة والاستخدام في أخبار مروان بن أبي حفصة وسلم الخاسر وأبي العتاهية وأبي نواس وأبان اللاحقي بالخصوص، أمثلة معبرة عن تنافس أبناء المهنة الواحدة الذي قد يؤدي إلى الخصومة والتهاجي، مما سببه اتحاد مصادر التمول واشتراك الشعراء في الطبقة، ذلك أن الشعراء كانوا يتوزعون على حماة الأدب كل بحسب صنفه واسمه ورسمه وهو ما يظهر، على سبيل المثــال، في ما قاله أبو الفرج عن أبي الشـــيص من أنه كان متوسط المحل في شــــعراء عصــــره غيـــر نبيه لوقـــوعه بين مسلم بن الوليد وأشجع وأبي نواس فخمل، وانقـــطع إلى عقبة بن جعفر بن الأشــــعث الخز اعي، وكــــان أميــراً على الرقــة، فمدحه بأكثر شعره.



جوائز مالية

وقد ارتبط الشعر العربي - المدحي منه بالخصوص - منذ الجاهلية بالجوائز والعطايا، ولا تهمنا صحة ما ذكره الشعراء والإخباريون فيما يتصل بما نال المادحون على المدح لأن نظرتنا إليه نوعية لا كميـــة، بل إننا موقنون بأن الكثير مما صرح به الشعراء من هبات نالوها بالشعر إنما ذكر أغلبـــه على رجاء أن يحصل، غير أن هـــذا لا يغير كثيراً من طبيعة ارتباط شعر المدح بالمال ومن اتخاذ الشاعر العربي الشعر مكسباً وأداة ارتزاق سواء كان ذلك بصورة ضمنية أو صريحة أو مما فيه تدرج من مجرد الإشارة اللطيفة المكنية عن التماس الجدوى إلى الطلب الصريح المعبر عنه بالاستمناح إلى التوسل والعتاب والاستنجاز والاقتضاء والسؤال، ومما فيه تأثر باقتصاديات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://norels-ko0one-1988@hotmail.com
&lt&ltXx Ko0one o
عضو مشارك
عضو مشارك
&lt&ltXx Ko0one o


ذكر عدد الرسائل : 52
العمر : 35
البلد : makh
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 18/03/2009

المال والثقافة ...... علاقه قديمه!!! Empty
مُساهمةموضوع: رد: المال والثقافة ...... علاقه قديمه!!!   المال والثقافة ...... علاقه قديمه!!! Icon_minitimeالأحد مارس 22, 2009 11:47 pm

العصر وبقيمة الشاعر ومقام الممدوح.

ولئن كانت أشهر صيغ التكسب بالشعر هي التكسب بالمدح وتوابعه ثم بالهجاء فقد تبين أن الشاعر قد ينال المال من غير هاتين السبيلين ويعطى العطايا مقابل الأثر الجمالي البحت الذي يحدثه شعر له لم يقله لغاية تكسبية ظاهرة، فيكون المال في هذه الحال ثواباً على قيمة الشعر الذاتية ويصبح للقصيدة مقابل مالي يأتيها لا من حيث صلتها بخطة الخطاب وإنما من حيث موافقتها لأفق انتظار جمالي وقيمي يوجد خارج دائرة الشاعر، ويصبح الشعر هو الساعي لصاحبه سعياً ذاتياً، ومن الأمثلة المجسمة لهذه الظاهرة ما كافأ به جعفر البرمكي مروان بن أبي حفصة حين سمع مرثيته في معن بن زائدة التي مطلعها وافر:



مضى لسبيله معــن وأبقى

مكــــارم لن تبيد ولن تُنالا



حين علم أنه لم يثب عليها، ومن هذا القبيل أيضاً الجائزة السنية التي نالها خالد الكاتب على أبياته الغزلية التي استحسنها إبراهيم بن المهدي والتي منها قوله منسرح:



وطيبُ جسمٍ كالماء تحسبه

يخطر في القلب منه مسلكه

يكاد يجرى من القميص من

النعمة لولا القميص يمسكه



فالذي أثار رد الفعل المالي هنا ليس امتداح غرور المتلقي ولا خوفه لسان الشاعر وإنما هو الانفعال الجمالي البحت، وهــــو ما يؤكد لدينـــا أن الفاعل في صـاحب المال - في صلته بالشــاعر - ليس دائماً الرغبة أو الرهبة، وإنمــا هو المثير الشعري الناجم عن أخص وظائف الشعر وأكثـــرها تجاوزاً للظرفيات وهو الشجو والطرب.



عاطفة الرغبة في المال

وقد تفطن بعض الذين نظروا في الشعر العربي منذ القديم إلى أن المال والعامل المادي حافز قوي من حوافز القول الشعري، وظهر هذا الوعي الناجم عن طول تدبر الشعر في القول المنسوب إلى الأصمعي وهو أن: أشعر الناس امرؤ القيس إذا ركب والنابغة إذا رهب وزهير إذا رغب والأعشى إذا طرب، وأهمية هذا القول أنه يجعل الرغبة في المال إحدى العواطف الكبرى المتسببة في الشعر ويكشف عن كون أولي الآراء النقدية العربية قد اهتدى أصحابها إلى أبرز مظاهر التحلب الوجداني الضرورية لإبداع الشعر وجعلـــــوا التعلق الحيوي بالمــال واحـــداً منها.

ومعروف أيضاً أن المراكز التي نشطت فيها حركة المدح - بل حركة الشعر مطلقاً - قد كانت متنقلة بتنقل نشاط الاستقطاب السياسي الفني قبل الإسلام وبعده، وأن مواطن احتشاد الشعراء ومراكز ازدهار الشعر ونمائه كانت في الحيرة وجِلَّق في الجاهلية ثم انتقلت إلى الحجاز في صدر الإسلام ثم إلى الشام في العصر الأموي ثم إلى العراق في العصر العباسي، وأن الملك - كما روى ابن خلدون عن زياد بن أنعم المحدث- بمنزلة السوق يجلب إليها ما ينفق فيه، وقد كان الشعر من أهم بضائع هذه السوق فكان أصحابه يكثرون منه ويجودون فيه ويرتحلون به إليها بما يكتسب به يقول بشار بن برد خفيف:



يسقط الطير حيث ينتشر الحبُ

وتُغشى منــــــــازل الــــكرماء



وقد ذكر أبو الفرج الأصبهاني عن الفضل الرقاشي شاعر البرامكة أنه كان منقطع إلى آل برمك مستغنياً بهم عن من سواهم وكانوا يصولون به على الشعراء ويدونون القليل والكثير من شعره تعصباً له وحفظاً لخدمته وتنويهاً باسمه وتحريكاً لنشاطه.

وهذا كلام تهمنا نهايته كثيراً لأنها تؤكد ما نسعى إلى إثباته وهو أن عناية رعاة الشعر والشعراء قد كان وراءها - من جملة ما وراءها - وعي ظاهر بأنها تتمثل في حفز الإبداع الفني ورعاية المواهب وإذكاء الملكات.

واستمر في المدحيات العربية وفي ضمائر الشعراء أيضاً معنى أن المال يشحذ القرائح ويلهم الفنان وأن حياة الشعر مرتبطة به ارتباطاً وثيقاً: وهو معنى قول أبي تمام لبعض ممدوحيه خفيف:



وحياةُ القريض إحياؤك الجود

فإن مات الجود مـات القريض



فالجمال إنما هو شعر مالي بمعنى ما لأنه يمتع الوجهاء ويبهجهم في أوقات انبساطهم وسرورهم : وهو معنى قول ابن رشيق عن العباس بن الأحنف: وقد أخذ صلة الرشيد وغيره على حسن التغزل ولطف المقاصد.



ظاهرة رعاية الشعر بالمال

المال والثقافة ...... علاقه قديمه!!! 51-1ولعل هذا الذي بيناه يوضح لنا إحدى الخصائص المهمة في تاريخ الشعر العربي وهي أن قسماً كبيراً منه قد نجم عن ظاهرة رعاية الشعراء بالمال، وأن البلاطات ومجالس الأغنياء الخاصة قد اضطلعت بدور فعال في حدوث الشعر وتعاظم كميته وجودته على السواء، وأن الشعر العربي كان خلال مختلف مراحل تاريخه في حاجة إلى المال ليكون ويزدهر.

والذي يفضي بنا إليه التحليل السابق هو أن للمال في حدوث الشعر وتنوعه واتساعه كمياً دوراً بالــغ الأهمية، غير أن المشـغل المـــالي لا يكفي وحده لتعليل حدوث الشعر، بما في ذلك شعر المدح الصرف، لأن للشاعر - باعتباره عالم الجماعة، في دلالة تسميته الأصلية، وضميرها ولسانها - رغائب وحاجات تتجاوز المال إلى تطلب الكمال في الرجال ورسم ملامح الإنسان الممتاز وتحديد الأدوار الريادية في المجتمع وتعيينها وتزيينها حتى يسعى الناس إليها، كما أن المشغل المدحي، أي ارتياح الممدوحين إلى إشادة الشعر بهم ورفعه لشأنهم، لا يكفي وحده في تقديرنا لتبرير إغداق المال على الشعراء: فنحن لا نظن أن كبار الممدوحين ورموزهم في تاريخ الشعر العربي لا سيما المثقفون منهم الذين عرفوا بولعهم بالأدب والفكر والفن وكانوا يغدقون المال إغداق أشخاص مغرورين على أناس كانوا يتملقونهم ويثيرون غرورهم وإنما المسألة أبعد من ذلك وأكثر تعقيداً: فقد كان راعي الأدب فيما هو يجيز الشاعر يطيل لسانه ويشحذ موهبته ويشجعه على الإبداع فيسدي بذلك إلى الفن ومتطلبات المجتمع فيه خدمات جليلة.

ويبدو لنا بناءً على ما تقدم أن التجويد في الشعر مأتاه ما سماه هيدجر السرور الأقصى الذي هو في رأي هذا الفيلسوف مصدر كل إبداع قوي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://norels-ko0one-1988@hotmail.com
&lt&ltXx Ko0one o
عضو مشارك
عضو مشارك
&lt&ltXx Ko0one o


ذكر عدد الرسائل : 52
العمر : 35
البلد : makh
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 18/03/2009

المال والثقافة ...... علاقه قديمه!!! Empty
مُساهمةموضوع: رد: المال والثقافة ...... علاقه قديمه!!!   المال والثقافة ...... علاقه قديمه!!! Icon_minitimeالأحد مارس 22, 2009 11:48 pm

مهما كان مجاله ويبدو لنا أيضاً أن أخبار الشعراء مع كبار رعاة الأدب إنما اقترنت بنصوص إبداعية كبرى في التراث الشعري العربي وسجلت عن الشعراء تصريحات، بعوامل الإجادة الخاصة التي صدرت منهم في هذه النصوص المتميزة، ولا تهمنا صحة هذه الأخبار بقدر ما تهمنا وظيفتها ودلالتها وهي دلالة جوهرها أن النص الشعري الكبير وراءه في أغلب الأحيان انفعال مالي كبير كائن قبل القول أو ماثل في أفقه.

والحافز المالي من أهم الأسباب التي أغرت الشعراء باختراع المعاني وتوليد بعضها من بعض وتجويد صور عبارتها بما ينطبق عليه قول الكاتب الألماني فيشـــر عن عـــلاقة الرأسمالية بالفن إلى حــــــد كبير، وهو قوله إنهــــــا قد: أطلقت قوى إنتاج فني هائلة وساعدت على ازدهار الفنون وعلى إنتاج مجموعة كبيرة من الأعمال الفنية الأصيلة.

على أن لهذه المسألة وجهاً آخر طريفاً يتمثل في أن الشعر أيضاً قد ينمي المال ويزكيه ويتسبب فيه أو يزيد منه لما يجلبه من غنى ومنافع لمن يقال فيهم، ومن هذه الزاويــــة فإن رعاية الإبداع قد تتحول إلى استثمار والشاعر قد يتحول، وقد تحول فعلاً في حالات بعينها، إلى عون اقتصادي وطرف مالي، وهو ما يزيدنا إدراكاً لانخراط الثقافة ممثلة بالشعر في سلم القيم وحركة التبادل.

ثم إن رأس المال والنشاط المالي محتاج إلى الثقافة، والفن من سبيل أخرى مرتبط بالسوق، هذه المرة هي سبيل الإشهار: وهذه ليست ظاهرة جديدة على العرب لرسوخ قدمهم في التجارة والشعر معاً: فقد روى صاحب الأغاني ضمن أخبار سعيد الدارمي وهو من الشعراء الظرفاء في القرن الأول الهجري أن تاجراً من الكوفة قدم المدينة بخُمر فباعها كلها وبقيت السود منها، وكان صديقاً للدارمي فشكا ذلك إليه، فقال له: لا تهتم بذلك فإني سأنفقها لك أجمع، ثم قال: أبيات مشهورة تداولها الناس فلم يبق في المدينة ظريفة إلا ابتاعت خماراً أسود حتى نفد ما كان مع العراقي منها !!

وقد يحدث مدح الرجل بالجود والإشادة بذلك في الشعر لدى جمهور الناس انطباعاً بكونه غنياً فتحيط به هالة المال: مما يمكن أن نسميه غنى الشعر، وهو جزء من معنى قول البحتري في الفتح بن خاقان طويل:



أراك بعين المكتسي وَرَقَ الغِني

بآلائك اللاتي يعــــــــددها الشعر



وبهذا ننفذ إلى أمر وهو أن بين المال والشعر تفاعلاً وتجاذباً لا يجعل أحدهما ينجر عن الثاني ويتأثر به كماً أو نوعاً أو كليهما فحسب، وإنما يجعلهما يتقاربان ويتماسان، فيكتسب الشعر البعض من أبعاد المال ويكتسب المال البعض من أبعاد الشعر ويكادان يتبادلات المواقع، بل إن القصيدة لتصبح في تخيل بعض شعراء الصناعة العالية مال وتوهم بحضور نقدي وتتحلى بنمنمات العملة يكافئ بواسطتها الشاعر صنائعه ويسدد بها ديونه، وهو معنى قول البحتري طويل:



إذا نحن كافأناكـــــــــمُ عـن صنيعة

أنفنا فلا التقصير منا ولا الكفــــــرُ

بمنقوشة نقش الدنـــــــــانير يُنتقى

لها اللفظ مختاراً كمــــا ينتقى التبرُ

تـــــوفي ديــــون المنعمين ويقتفى

لهم مــن بواقي ما أعاضتهم الفخرُ



وفي مدح حفص بن عمر الأزدي: طــويــــل



ومــــــــا كنت ذا فقر إلى صلب ماله

ومــــا كان حفص بالفقير إلى حمدي

ولكن رأى شعـــــــــري قلادة سؤود

فصـــــــــاغ لها سلكاً بهياً من الرفد

فمــــــــــا فاتني مـا عنده مـن حبائه

وما فاته من فاخر الشعر مــا عندي



في هذا المستوى من التعاقد بين الشعر والمال يصبح الجود حدثاً شعرياً والقصيدة حدثاً مالياً: بمعنى أن قصيدة المدح خاصة تحقق لقاء بين حالتي كرم حالة كرم الممدوح وحالة كرم الشاعر بما يجعلهما يلتقيان في الكرم ويختلفان في مادته: ذلك أن الجود كالشعر حال لها أوقات وفيها انفعالات وعلامات، والشعر حالة جود فيها ما يشبه ما في الحالة الأولى، فيكون التعاقد المشار إليه لقاء بين رجلين في حال اكتمال عالية: وهو ما قد يعلل جزئياً ما يتجاوز العامل المالي في فهم أسباب الظاهرة المدحية، وهو أمر نعترف بأنه لا يتم إلا بين أفراد قلائل من الشعراء ومن الممدوحين، وحقيقته أن يعطي الشــــاعر شعره كرماً في مجتمع يدين في ثقافته الأساسية بالكرم لبعض من يعتقد أنهم يستأهلونه لأن مال الشـــاعر شــعره: وهو ما صاغه المتنبي في القـــرن الرابع صياغة جيدة إذ افتتح بعــض قصائده في أبي شجاع فاتك الرومي وقد أهداه هديـــة عظيمة بقـــوله مخـــاطباً نفـسه بسيط:



لا خيل عنـــــدك تُهديها ولا مالُ

فليُسعد النطق إن لم تُسعد الحالُ



أما ما يميز العصر الحديث، عندنا وعند غيرنا في هذا الشأن، فهو ظهور مفهوم المؤسسة والتي تحتل المؤسسة الثقافية فيها وضعاً متفرداً ضمن مجموعة مؤسساتها المختلفة، ويعكس كذلك ارتباط الثقافة والفكر والأدب بحركة الواقع الاجتماعي حينما انتقلت الجائزة على الإبداع الثقافي إلى الشكل المؤسسي للثقافة كما نرى الآن في جائزة نوبل العالمية المنطلقة من مؤسسة نوبل والأكاديمية السويدية، أو جائزة الملك فيصل العالمية المنطلقة من مؤسسة الملك فيصل الخيرية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://norels-ko0one-1988@hotmail.com
 
المال والثقافة ...... علاقه قديمه!!!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مـنـتــديات تســــالـى :: المنتديات العامة :: الركن الادبي والثقافي-
انتقل الى: