مـنـتــديات تســــالـى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مـنـتــديات تســــالـى

منتـديات تسـالى ترحـب بكـم وتتمنى لكـم قضـاء أحلـى الأوقـات داخـل المنتـدى تـفـيـد وتـسـتـفـيـد ونتمنى لكم اٍقامة طيبة بالمنتدى
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 حكايات الطريق إلى الجنة .. في رواية "توبة وسلي" للأميرة مها محمد الفيصل

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
&lt&ltXx Ko0one o
عضو مشارك
عضو مشارك
&lt&ltXx Ko0one o


ذكر عدد الرسائل : 52
العمر : 35
البلد : makh
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 18/03/2009

حكايات الطريق إلى الجنة .. في رواية "توبة وسلي" للأميرة مها محمد الفيصل Empty
مُساهمةموضوع: حكايات الطريق إلى الجنة .. في رواية "توبة وسلي" للأميرة مها محمد الفيصل   حكايات الطريق إلى الجنة .. في رواية "توبة وسلي" للأميرة مها محمد الفيصل Icon_minitimeالأحد مارس 22, 2009 11:35 pm

حكايات الطريق إلى الجنة .. في رواية "توبة وسلي" للأميرة مها محمد الفيصل 28-1صدرت لـ مها محمد الفيصل روايتان حتى الآن وهما توبة وسُلي و سفينة وأميرة الظلال والرواية الثالثة تحت الطبع والرواية الرابعة قيد الإبداع، كما أصدرت عشر مجموعات من قصص الأطفال باللغتين العربية والإنجليزية.

والأميرة الأديبة متعددة المواهب الفنية فهي تتولى بنفسها المراجعة والإشراف الفني على الرسوم والتصميم والإخراج لقصص الأطفال التي تكتبها، فهي ترى أن الشكل الفني للكتاب الذي يحمل القصة جزء لا يتجزأ من مؤثرات الرسالة التي تريد إيصالها للطفل ذهنياً وذوقياً.



ورغم أن الكاتبة تجيد اللغتين الفرنسية والإنجليزية ولها باع في أدب هاتين اللغتين إلا أنها آثرت في إبداعها أن تبحر بسفينتها إلى الداخل .. إلى عمق تراثها العربي وأن يعيش أبطالها في ظلال الإسلام .. وهذا ليس بعجيب على كاتبة تلتزم إبداعاتها الرؤية الإسلامية المستنيرة للإنسان والحياة والكون في كل شيء في حياتها وأدبها، وقد انعكست هذه الرؤية بوضوح على روايتها الأولى توبة وسُليَّ الصادرة في طبعتها الأولى سنة 2003م عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر ببيروت.



نسيج الحدث والشكل الحكائي

حكايات الطريق إلى الجنة .. في رواية "توبة وسلي" للأميرة مها محمد الفيصل 28-2إذا كانت السريالية في الأدب الغربي تعتمد على الحلم في تصوير الأعمال الفنية محررة للكلمات من البنية الشكلية للقوالب التقليدية دون وضع اعتبار لوضوح المضمون أو هدف الرسالة التي يريد الفنان التعبير عنها، فإن مها بنت محمد بن فيصل بن عبد العزيز آل سعود في روايتها الأولى توبة وسُليًّ لم تلتزم بالبناء الفني التقليدي للروايةNOVEL الذي أخذناه من الأدب الغربي، وإنما صنعت لنفسها شكلاً عربياً في الفن الحكائي.

لهذا فإن المهم في هذه الحكايات ليست البداية والنهاية بل الحدث نفسه فمتابعتنا للحدث من خلال عناصر التشــــويق تحقق لنا المتعة بالتجربة والفائدة منها في آنٍ واحد.

ومع ذلك فهــــذه الحكايات جميعاً لا تبــــدو منفصلـة أو مستقلة بل يربطها جميعاً شخصية الراوي الأساسي فارس بن محمد آل رخوان الذي تبدأ معه الحكايات وتستمر طوال ترحاله حتى النهاية، وبهذا يكون شخصه السلسلة التي تنتظم عليها كل حكايات الشخصيات التي يلتقيها وتصل في مجموعها إلى حوالي خمس وعشرين حكاية .

ولا شك أن إدارة نسيج هذه الحكايات فنياً وإعادة ربطها بعضها ببعض قد استغرقت من المؤلفة جهداً، وتوافرت في معظمها عناصر تشويق تستكمل الحكايات المتداخلة وتجعلنا بانتظار الوصول إلى نهاياتها.

ونستطيع أن نقول إن الروابط في هذا النسيج الحكائي ثلاثة أنواع سنضرب لها أمثلة كما يلي:

● روابط تقوم على أساس الشخصية.

● روابط تقوم على أساس الفكرة للعبرة.

● روابط تقوم على أساس الشخصية والفكرة معاً في معظم الحكايات.

وهكذا بُنيت الرواية على مجموعة حكايات متداخلة تُذكر القارئ بصياغة فنية مختلفة عن حكايات ألف ليلة وليلة وتفتتح مقدمتها :بسم الله الرحمن الرحيم وتنهيها بقولها كتبتها الراجية رحمة ربها، مها أذهب الله عنها الغفلة والأسى وليس لفصول رواية توبة وسلي عناوين أو أرقام، وعدتها أحد عشر فصلاً .

وهنا يلزمنا إيضاح ثلاثة عناصر أساسية تخص جميع الحكايات التي سـيتعرض لها فارس خلال تجواله حتى النهاية:

أولاً: إن الورد يشكل العمود الفقري في الحكايات ويرمز في معظم الأحوال لعالم الطهر والنقاء.

ثانياً: تكثر العبارات الحكمية التي تستخلص العبرة مما يحدث للشخصيات.

ثالثاً: جميع الطروحات الفكرية والفلسفية والحكمية تنطلق من التصور الإسلامي للإنسان والحياة والكون، والنزعة المتطهرة لدى الشخصيات تقف وراء الكثير من تصرفاتها وردود أفعالها، ويأتي التضمين الفني للآيات القرآنية والأحاديث النبوية نصاً أو معنى وللألفاظ ذات الدلالة والإيحاء ولقصص القرآن لتعزيز الفكرة الخاصة التي تريد المؤلفـــــة التعبير عنها في هذا العمل الفني الحكائي.

ولأن البيئة التي تدور فيها أحداث حكايات شخصيات هــذا العمل الفني بيئة إسلامية صرفة نجد أبطالها يرتــــادون المساجد ويتـــلون القـــرآن ويعتبرون بما فيه.
يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://norels-ko0one-1988@hotmail.com
&lt&ltXx Ko0one o
عضو مشارك
عضو مشارك
&lt&ltXx Ko0one o


ذكر عدد الرسائل : 52
العمر : 35
البلد : makh
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 18/03/2009

حكايات الطريق إلى الجنة .. في رواية "توبة وسلي" للأميرة مها محمد الفيصل Empty
مُساهمةموضوع: رد: حكايات الطريق إلى الجنة .. في رواية "توبة وسلي" للأميرة مها محمد الفيصل   حكايات الطريق إلى الجنة .. في رواية "توبة وسلي" للأميرة مها محمد الفيصل Icon_minitimeالأحد مارس 22, 2009 11:36 pm

البحث عن الحقيقة

حكايات الطريق إلى الجنة .. في رواية "توبة وسلي" للأميرة مها محمد الفيصل 29-1البطل الأول من حيث الظهور في هذه الرواية هو فارس بن محمد آل رخوان العمــــود الفــقري لجمــــيع الحكـــايات لا نتعرف على اسمه إلا في صفحة 12 عندما استدعى مجرى الأحداث سؤاله عن اسمه، وبهذا الأسلوب نتعرف على أسماء الشخصيات من خلال سياق الأحداث. تبدأ الرواية منذ صفحتها الأولى بداية قوية مؤثرة جمعت في إهابها كل عناصر التشويق الفني والتأثير الوجداني .. تبدأ بحلم هو أقوى تأثيراً من الحقيقة، نمضي في تتبعه بلهفة دون أن نعرف أنه حلم.

ولابد من الوقوف عند البداية لأن هذه البداية يُبنى عليها كل ما سيحدث من بعد فنياً وفكرياً. يبدأ فارس آل رخوان حكايته بقوله: أبصرت طريقاً ثم أضعته، فكأنما شيء من خيال جال في خاطري فطاف بي لأتبعه، بيد أن الحقيقة تنأى وأنا سائر جواب أحلام. وإذا بي أصل إلى رجل ساجد في خشوع تام .. طال سجوده حتى ظننت أنه لا يقوم، ثم اعتدل من سجوده جالساً، فبدا لي وكأنه قد ملأ الأفق لدى استوائه! وصغرت الفلاة من حولنا على سعتها، عجبت لما رأيت، ثم سلم الرجل وحيث همس بالسلام عليكم تحركت الرمال عصفاً، يميناً ثم يساراً، وما أن هاجت الأرض لسلامه حتى سكنت. وكأن شيئاً لم يحركها ! جلل الخوف قلبي لما رأيت من أمره، فلزمت مكاني، التفت نحوي ثم قال: قم معي لنُصلِ على الميت وينظر فارس فلا يرى أحداً، فإذا بالرجل يشير إلى نعش كان أمامه، قد لُفَّ صاحبه بقماش أخضر اللون طُرِّز بآيات من كتاب الله، وقام فارس يصلي معه على الميت وما كاد يحرك رأسه بالسلام يميناً حتى غاب النعش من أمامه، فلما سأل الرجل قال له: ما لك تسأل عن مصير النعوش، أوَشَكّاً في وجهتها؟ ثم قال له: صار إلى هذا.. ثم أخذ تراباً وقال لفارس: أتحسب أنك في حلم ؟ هذه الحقيقة. ورماه بقبضة التراب وهو يضحك فلما فزع فارس قال له: أما يكون الأجدى أن يروعك طـــــول اجتراحك السيئات! وأفاق فارس من نومه وهو يردد: طول اجتـــراحي الســيئات .. طــــول اجـتراحي السيئات.

يحمل هذا المشهد كل مقومات الحلم من الناحية الشكلية في تركيبه ولكنه استطاع التعبير بعمق عن حقائق طالما حاول الإنسان تجاهلها إذ يزرع فينا الحقيقة، عدة تساؤلات تدعونا لتتبع الأحداث: الحي من هو؟ والميت من هو؟ ألا يمكن أن يكون ذلك تذكيراً بحقيقة أن الأحياء إذا ماتوا انتبهوا، وذلك استنتاج من قول فارس وحسبتني الميت من شدة ما بي من خوف وهنا نتساءل أيضاً ولمن النعـــش؟ وما الذي يرمز إليه؟ ولماذا اختــفى وما العلاقة بين قبــــضة التراب والصحو وتذكـــر اجتراح السيئات؟

صدق الرجل في قوله لفارس: أتحسب أنك في حلم؟.. هذه الحقيقة!... فالموت هو الحقيقة الوحيدة التي يحاول أن يهرب منها الإنسان لأنه يخاف مواجهتها .. يروعه ذكرها دون أن يدري لماذا، لابد للرجل أن يكشف لفارس القناع حين يقول له إن الأحرى به أن يخاف طول اجتراحه السيئات. وهنا يصحو فارس صحوة حقيقية مدركاً الصلة بين الموت وطول اجتراح السيئات. يتحرك ضمير المسلم ووجدان المؤمن تلقائياً في شخص فارس إذ تستدعي عبارة اجتراح السيئات إلى الـــــذاكرة قــــوله تعالى: أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواءً محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون: الجاثية، 21، ومن الواضح أن الروائية تطرح لنا من خلال هذا المشهد ـ بكل دلالات الغموض والرموز المحتشدة فيه ـ مسألة غاية الوجود الإنساني في عقيدة المسلم، فالمسلم بفطرته وإيمانه يخشى أن يموت مجترحاً للسيئات ويعمل على أن يلقى ربه متطهراُ من ذنوبه قدر المستطاع فإذا فعل ذلك فلن يكون هناك خوف من الموت في نفسه، لهذا فالأولى بالإنسان أن ينشغل بذنوبه بدلاً من تتبع عيوب الآخرين، أما قبضة التراب التي طارت في الهواء فهي مصير الوجود المادي لكل إنســان حيث ينتهي إلى قبضة تراب.

وهذه الفكرة تؤكدها بقية قصة فارس الذي عزم على مراقبة نفسه ليعرف كيف طال اجتراحه السيئات، وكان ذاك اليوم يوم عرسه، وعندما تحدث إلى زوجته عرف أنها حمقاء فأخذ على نفسه عهداً أن يصبر عليها، علَ ذلك يشفع له عند ربه بعد طول اجتراحه السيئات: لعلكم حسبتم أن الجلوس إلى الحمقى شيءٌ محتمل، أقول لكم إن جلوس أصحاب الأخدود على النار قد يقصر، على حين تطول الحياة على بليد، وأنجبت له الزوجة الحمقاء أربعة أبناء في مثل حمقها، وورثت عن أبيها حظيرة أبقار، وعن أمها ذهباً كثيراً فترك فارس كل هذا بعد أكثر من سبعة عشر عاماً كان خلالها باراً بأهله، عندما رأى هذا الحلم نهض ينفض التراب عن زوجته وهي في سبات عميق ويتخذ فارس قراره حين يقول: قبلت أبنائي الأربعة دون أن ينتبهوا إلى سقوط عبرات الحزن على وجناتهم الوافرة، أو يحركوا ساكناًَ، ثم ذهبت إلى غير عودة إن شاء الله.

ونخلص من هذا أن فارس انشغل بقضية اجتراحه السيئات عن ما سواها من أمور حياته فلا العـرس ولا المــــال ولا البنون تشغله عما هو فيه، لهذا نجده يسخر سخرية فلسفية من شيخ الجامع الذي قال له إن في زواجك عصمةً لك من السيئات فيجيبه بمرارة يا شيخ إن العصمة من السيئات لا تكون بالزواج.

وهذا يجعلنا نتساءل: إن لم يكن الزواج سبباً للعصمة فبم يكون ؟! ولكننا لا نلبث أن نعثر على الجواب في سياق الأحداث بأن العصمة الحقيقية التي يقصدها فارس هي الزهد في متاع الحياة الدنيا وزينتها وهذا ما نجده في سلوكه الذي تجعلنا تصرفاته نستدعي الآية الكريمة التي تذكر بيوم الحشر فإذا جاءت الصاخة، يوم يفر المرء من أخيه، وأمه وأبيه، وصاحبته وبنيه، لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه عبس33ـ37.

تلك هي قيامة فارس قد قامت وهذا ما فعــــله حين فر من كل من حوله، ولكن إلى أين ؟!

جاب الآفاق وارتحل في أراض كثيرة وصادف أُناساً أكثر، وواجه الأهوال والصعاب وتعرض للمحن والفتن، فهل نجا منها ؟ وهل حقق العصمة التي يريد ؟ وهل زهد في كل الدنيا؟

من الواضح أن مها محمد الفيصل تريد أن ترمز بشخص فارس للإنسان المسلم الذي يعمل جاهداً على تغليب تقواه على نزعات الهوى في نفسه... ترك فارس وطنه وأهله صادقاً في تجنب الفتن والزلل، وبالفعل تجاوز كل ما تعرض له من فتن الدنيا إلا فتنة واحدة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://norels-ko0one-1988@hotmail.com
&lt&ltXx Ko0one o
عضو مشارك
عضو مشارك
&lt&ltXx Ko0one o


ذكر عدد الرسائل : 52
العمر : 35
البلد : makh
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 18/03/2009

حكايات الطريق إلى الجنة .. في رواية "توبة وسلي" للأميرة مها محمد الفيصل Empty
مُساهمةموضوع: رد: حكايات الطريق إلى الجنة .. في رواية "توبة وسلي" للأميرة مها محمد الفيصل   حكايات الطريق إلى الجنة .. في رواية "توبة وسلي" للأميرة مها محمد الفيصل Icon_minitimeالأحد مارس 22, 2009 11:37 pm

حكايات الطريق إلى الجنة .. في رواية "توبة وسلي" للأميرة مها محمد الفيصل 29-2



كتاب الورد الأحمر

حكايات الطريق إلى الجنة .. في رواية "توبة وسلي" للأميرة مها محمد الفيصل 30-1بدأ فارس ترحاله، ركب سفينة دلُوه عليها تسمى العطاء للقبطان مراد، وهي مركب صغير بداله كأن البحر قد لفظه لرثاثة هيئته وخرجت من إحدى الغرف فتــــاة حســـناء هي سُليّ جارية القبطان، وعندما دخل فارس مع القبطان غرفتها دهش:

دخلنا إلى غرفة لم أر في حياتي لها مثيلاً، واسعة قد ملئت بشموع عطرة، غطت جدرانها أحسن الأقمشة وأبهجها، وفُرشت بسجاد بديع ووسائد وافرة، كان بها صحاف رصت فيها فواكه وأطايب متنوعة، فكأنما النعيم قد كسا المكان بكل ما لديه وزيادة.

وعندما جالت عيناه في أرجاء الغرفة رأى عن يمينه قفصاً كبيراً مليئاً بالطيور الجميلة متعددة الألوان والأحجام كلها صامتة، وعن شماله نولاً لحياكة السجاد صنع من ذهب رُصع به الجوهر وعلى السجادة التي لم تتم شاهد رجالاً ونساء يرتدون ثياباً فاخرة، ويتجولون في قصور بديعة ويعرف فارس من مراد أن تلك صنعة سُليّ، ويلاحظ علامات الحزن والأسى على وجوه أصحاب تلك الصور، فيقول له مراد ما هو أكثر غرابة إن هؤلاء سجناء قد سجنتهم سُليُّ في نسجها! ويعجب فارس حين يرى صورته بدأت تظهر في النسيج لكنها لم تكتمل.

رأى فارس زينة الحياة الدنيا في محتويات غرفة سُليّ وأقدار الناس في نسيجها، والحياة هي غرفة سُليّ البديعة التي امتلأت بكل ما يُبهج ويبهر وبكل ما لذ وطاب. لهذا ظهر الناس لفارس سجناء في هذا النسيج ولعل الكاتبة تريد أن تقول هكذا الناس في الحياة، فهم إما سجناء ما حصلوا عليه منها أو سجناء ما يأملون في الحصول عليه، وفي كلتا الحالتين هم عبيد لها يلهثون خلفها بين خائف حريص وطامع متأمل .. يرتدون ثياباً فاخرة ً ويتجولون في قصور بديعة ولكن على وجوههم علامات الحزن والأسى وهذا ما جعل فارس يتسـاءل: أو يُحبس الأحياء في نسيج من زينة ؟!. وهنا نعثر على الفكرة الخاصة التي ترمي إليها المؤلفة من خلال تصوير هذا المشهد بكل ما رآه فارس في غرفة سليّ وعلى سجادتها في إطار الآية القرآنية: إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عمل "الكهف:7".

فما هو هذا الكتاب وما القصص التي يحتويها، وما حكاية السجادة والورد؟

حكايات الطريق إلى الجنة .. في رواية "توبة وسلي" للأميرة مها محمد الفيصل 30-2استغرقت القصص التي قرأها فارس في كتاب سلي الأحمر الصفحات من 32 ـ 77 من الرواية أي حوالي 45 صفحة، وهي حكايات تحمل رموزاً ومعاني وحكماً تحكيها الوردة التي خرجت من السجادة للفتاة سارة.

تبدأ الحكايات بحكاية الملك الذي أحب نفسه وانشغل بجمع الورد ونثره في أنحاء البلاد حتى انعدم الورد في مملكته، ولما وقع في الغرام فعلاً لم يجد وردة يهديها إلى حبيبته ريحانة نخلص إلى هذه الحكمة: كمال الورد يكون على قدر صفاء قلب طالبه - ص 34، ثم تتداخل معها الحكاية الثانية حكاية الفتاة صاحبة ثوب الشوك التي صنعت ثوباً معطراً من ألف وردة تامة الحسن فتحول إلى ثوب من الشوك فتكون النتيجة: إن الوردة التي لم تزهر في القلوب أولاً لا بد أن تنقلب إلى أشواك.

وحكاية نوران والراعي طويلة، تخللتها عدة حكايات مليئة بالحكم والعبر مثل حكايات سيدة الظلال وسيدة الأصوات والرجل الذي أحب الصمت والقــرد الذي يطحن الجواهر وصاحب الموازين.

وبنهاية حكاية الفتاة والراعي يستيقظ مراد فيتوقف فارس آل رخوان عن القراءة في الكتاب الأحمر، كتاب سُليّ ويضعه في ردائه على أمل أن يستكمل قراءته، ولكن قراصنة يهاجمون السفينة ويخلعون عنه رداءه ويفقد الكتاب فيغادر السفينة في رحلة طويلة.



سعد الماضي وصاحبة القصر

ويستغرق الثلث الأخير من رحلة فارس بحثاً عن العصمة وزهداً في الدنيا وهروباً من الفتن والاقتراب من الله، أربع حكايات مليئة بالأحداث والعبر، يوضع فيها فارس تحت المحك، ويعيش تجربة النفس الإنسانية ذات النوايا الحسنة في عمل الخير، والاجتهاد في تجنب الشر، فيلتقي سعد الماضي ويظل يبحث عن سره ويتعرف على السيدة صاحبة القصر فتكشف ذلك السر بسرد مأساة حياتها ثم يلتقي توبة في مشهد عجب وتنتهي حكايته مع توبة بنهاية العمل الفني وقبل النهاية نعيش معه حكاية مرتل القرآن في السجن وحكاية أبو الندى والملك سلوان والفاتنة راح.

وتنتهي حكاية فارس مع السيدة وسعد الماضي إلى وصوله إلى سفان الأعرج القرصان الذي سرق الرداء والكتاب وينتهي بعد حكاية وحكاية إلى استعادة الكتاب، كتاب سُليّ الذي سُرق منه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://norels-ko0one-1988@hotmail.com
&lt&ltXx Ko0one o
عضو مشارك
عضو مشارك
&lt&ltXx Ko0one o


ذكر عدد الرسائل : 52
العمر : 35
البلد : makh
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 18/03/2009

حكايات الطريق إلى الجنة .. في رواية "توبة وسلي" للأميرة مها محمد الفيصل Empty
مُساهمةموضوع: رد: حكايات الطريق إلى الجنة .. في رواية "توبة وسلي" للأميرة مها محمد الفيصل   حكايات الطريق إلى الجنة .. في رواية "توبة وسلي" للأميرة مها محمد الفيصل Icon_minitimeالأحد مارس 22, 2009 11:39 pm

الملك سلوان وزوجته راح

حكايات الطريق إلى الجنة .. في رواية "توبة وسلي" للأميرة مها محمد الفيصل 31-1وتمثل حكاية فارس مع الملك سلوان المحك الأساسي في رحلة حياته. وصل فارس في ترحاله إلى قرية يحنو عليه شيخ مسجدها ويُدعى أبو الندى وفي المسجد يتعرف على رجل فقير اسمه سلوان لكن أمره عجب . يصفه فارس بقوله: كان سلوان من أسعد بني الدنيا وله عصاً قديمة يتوكأ عليها وينادي من آن لآخر. توكلنا على رب السماء وسلمنا بأسباب القضاء، وله قارورة طيب صغيرة ما رأيت بعمري أصغر منها، لكنها على الرغم من صغرها ما فرغت قط من عطرها، يخرجها في كل يوم، ثم يطيبني ونفسه ويقول: ترى أنشم رائحة الجنة يا أُخَيَّ؟ ترى أنشمها ؟.

ويقول الشيخ أبو الندى لفارس: أنت تعرف يا فارس زمن الورود، فاخرج معي لبستاني، وخذ من الورود ما يلزمك، ثم بعه فلا بد لك من صنعة، وفي أول مجلس له لبيع الورد تصادفه امرأة حسناء اسمها راح فيعترف: غضضت نظري لا بهاجس من تقوى، ولكن بفعل الذل الذي أصابني من أسر وهروب وعهد لم أوفِه بعد.

ثم نرى في المشهد التالي الفجور والتقوى يستبقان على ساحة النفس البشرية حين يروي لنا فارس ما دار بينه وبين راح: جعلت تقلب الورد بأنامل رقيقة يسمع لأساورها وسوسة تسألني وأنا أجيب خافض الرأس، ضحكت ثم قالت : ما بالك يا هذا أتخشى النساء ؟ أجبتها في الحال : نعم. ضحكت وقالت: والله ما سمعت رجلاً يجيب بمثل ما أجبت ! قلت: الآن قد سمعت قالت : هات الورد كله. ناولتها السلة وذهبت نادت عليَّ : الثمن! لم أجبها وسرت لا ألتفت، دخلت المسجد وصليت. وكان لابد للموقف أن يؤكد في نفسه ردة فعل، ترك لها الورد، ولم يقبض الثمن وهرب إلى المسجد، حسب أن ذلك يُنجيه فإذا به يرديه.

ويدور حوار حميم بين سلوان وفارس يرسم صورة رائعة لمعاني الأخوة المجردة من المنافع والمحبة الصادقة في الله وحده فهذا هو سلوان الزاهد في حطام الدنيا يقدم عصاه الأثيرة لديه هدية لفارس وهبتها لك محبة وإخلاصاً لوجه الله تعالى حتى لا يبقى لي شيء من حطام الدنيا أُسأل عنه. ثم يقول أيضاً: تحسب أن السعادة في الإبقاء، بل هي في العطاء.

ويختم سلوان تعبيره عن محبته لفارس بهذه النصيحة العميقة : احذر المرأة! فيُجيب فارس وهو يعلـــم ما يقصد: أي امرأة ؟! فيقـول سلوان التي في قلبك وهنا يجـــــد فــــارس نفـــسه مكشوفاً لا يســـــتطيع مداراة الحقيقة فيعترف: سبحان الله من أخبرك ؟ فيقول له سلوان بفراسة المؤمن متضمنة حكمته الأخيرة: رأيت في عيونك الدنيا.. ولكن أعرف أن عصاي هذه خير لك منه.

وهذا استنتاج ينسجم مع شخصية سلوان، إذاً ليس عجباً أن يصل إلى هذه الحكمة من له زهده في الدنيا وخبرته في الحياة وتقواه.. نعم عصا سلوان خير من الدنيا وما فيها. وإذا كانت المؤلفة تريد أن تستدعي إلى أذهاننا عصا موسى التي أبطلت سحر السحرة فهل تستطيع عصا سلوان أن تبطل سحر الدنيا من ناظري فارس؟!

لقد ترك بينه وبين تلك المرأة - ربما دون قصد - رابطاً حين رفض استلام قيمة الورد منها، بل نراه يخطو خطوة جريئة نحو الغزل ويتطور في التجاوب معها يقول فارس: سألتني : أتعرف ما ثمن الورد ؟ أجبتها : نعم، سألتني: وما هو؟ قلت : انتشاؤك لعبيره .. هنا ضحكت وقالت : هكذا أحب أن تكون، اسمع أنت أول من يعطيني شيئاً دون أن يطلب مني ثمن. وليس غريباً أيضاً أن تعجب امرأة - في زمننا وكل الأزمان - برجل يعطيها ثم لا يطلب ثمناً لما أعطى، فتعرض عليه راح العمل في بستانها لبيع ثماره وزهوره، فتتيح له بذلك الوقوع في غرامها ويبلغها بذلك ويفكر في الزواج منها وينتهي الأمر به إلى الاعتراف : لا أذكر بعدها كم من مرة طلبت منها أن تتزوجني، في كل مرة كانت تضحك وتقول : أما أخذت ثمناً لوردك ؟ فأجيبها : ليتك تنسين الورد وتذكرين صاحبه، في ذات يوم قلت لها : قد سئمت طول وقوفي بباب رضاك ولكن جوابها له كان جارحاً: أصدقك.. قد سئِمتُكَ لا بارك الله في الورد ولا بائعيه. وأدرك فارس ولكن بعد فوات الأوان أنه كان في حياتها مجرد وردة شمتها يوم قالت له: كأني قد اشتقت لرؤيتك يا بائع الورد... ورمتها يوم قالت له سئمتك...

حكايات الطريق إلى الجنة .. في رواية "توبة وسلي" للأميرة مها محمد الفيصل 31-1وعاد فارس إلى سلوان متمنياً لو كان عمل بنصحه يقول: سبحان الله قد حذرتني منها، ولكن الحي يعشق قدره وإن كان فيه هلاكه.

وليُخفف سلوان عن صديقه فارس يروي له مأساة حياته ليعتبر، كان سلوان ملكاً فَقَدَ أقرب وأحب الناس إليه في الدنيا، أخاه رضوان ثم ابنه حسان بسبب الحسد ثم ابتلاه الله بعشق امرأة فعل المستحيل ليصل إليها ويتزوجها ولكنه ظل يخشى عليها من حسد الحاسدين، ومن كلفه وغرامه بها أرسلها لبلاد بعيدة بعد أن زودها بمال كثير . ولكن شوقه إليها يغلبه فيتنازل عن ملكه وماله لابنه ويهيم على وجهه بحثاً عن محبوبته حتى يجدها، فلما عرفت أنه ترك ملكه وبلاده وماله من أجــلها تنكــــرت له وقـــالت: بل أتيت لتأخذ ما أعطيتني بعد أن أخرجتني كالطريدة من قصرك، فلعلهم خلعوك لسوء تدبيرك أمور دولتك، وتأتيني اليوم تريد خداعي بحبك !، ويكتشف فارس أن هذه المرأة هي صاحبته راح التي وقع في شباكها وهنا يتذكر تحذير سلوان له من المرأة ولكن بعد فوات الأوان.

وينهي الملك سلوان حكايته بسر هدايته وعودته إلى الله تعالى بقوله: خرجت راح من قلبي بعد أن أخرجتني من مملكتي، ودخلت إلى سكينة ما ظننت أن مثلها توجد يا فارس، تحول القلب وشـــــغلت بأمور طال غيابها عني، وملأت حياتي بشراً وتقى، صرت من حملة القرآن وأصحاب الليل، فسبحان من لا يشغله شيء عن شيء.

هذه هي الحكايات الأساسية والتجارب العميقة التي مر بها فارس في رحلة هروبه من الدنيا وفتنها وملذاتها. والفكرة المحورية في هذه الحكايات جميعاً التي عاشها أو سمعها فارس كما رأينا يغلب عليها الزهد في الدنيا وتصوير مدى ضآلتها وحقارة شأنها بكل ما حوت من بخس وثمين.

وتجئ الحكايات الفرعية الصغيرة التي تمر بنا أثناء الحكايات الكبيرة لتعطي عمقاً فكرياً وفلسفياً للحكايات الأساسية. وتضيف للفكرة الرئيسية أبعاداً أخرى ذات ارتبـاط واقعي بجهاد الإنسان في الحيـاة الدنيا. ففي حكاية الفتاة والراعي تمر بنا قصة القرد الذي يطحن الجواهر، وما تحمله من رمز لسرعة ما يمكن أن تسحق به أحلام الإنسان في هذه الدنيا.

آمال الدنيا اسحق، أحلام الآخرة أطلق .. حدثيني عن أحلامك دعيني أضحك .. فما الأحلام إلا قطرات نور وضاءة تسقط من قلب الشمس لتبهج أعمارنا المغبرة، خذيني إلى برك أحلامك المتـــلألئة، لأعرف أي طــــيف من جــــمال سيملأ السماء عندما أطلق أشجانك الحبيسة.

وفي حكاية صاحب الموازين نستمع لفلسفة الحب والإيمان فالحب الذي تعنيه المؤلفة هنا هو حب الله والإيمان هو الإيمان بالله ولا يُدركهما إلا من زهد في حطام الدنيا الفانية واتخذ من دنياه جسراً يعبر به من الواقع الفاني إلى الحقيقة الخالدة عند ربه.

وقد وصل إلحاح فكرة الزهد على المؤلفة من خلال الشخصيات والأحداث لدرجة تصوير عبثية الخلود والوجود المادي في أكثر من موقف أهمها جميعاً ما حدث للملك ســــلوان بعد أن صــدم بتنكر زوجته ومعشوقته راح فنجده عندما يصل إلى خربة ويجلس عند سورها يقول: أضعت كل شيء.. أضعت كل شـيء ص 177 فـــإذا به يســـمع هاتـــفاً يقــول له:

... يا عبد الله أنا لبنة من هذا الجدار الخرب استنطقني ربي، اعلم أنني كنت ملكاً مثلك ملكت لألف سنة، ثم مت وصرت رميماً ألف سنة، ثم أخذني خزاف وصــــنعني إناء اســـــتعملت لألف سنة، حتى تكســــرت وصـــرت تراباً لألف ســنة، ثم أخـــذوني وعمــلوني لبنة وأنا في هذا الجدار، فما كان كل ذلك إلا كحلم نائم فمن سمع بقصتي لا يغتر بدني.

ومن هنا نجد أن فكرة عبثــية الخلــــود لا توظف لذاتها، وإنما توظف لتعطي بعداً واقعياً لا فلسفياً لفكرة غاية الوجود الإنساني وهو تقوى الله وعبادته بالزهد في الدنيا متاع الغرور، لهذا نجد أن النسيج الفكري لا يتوقف عند مرحلة التغير من الاغترار بالدنيا فحسب بل يصل إلى مرحلة واقعية لا تجعل من الزهد في الحياة الدنيا هروباً سلبياً من الحياة بل مواجهة حقيقية معها بالترفع عن دناياها لصالح المسكين والمحتاج والمحروم والفقير.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://norels-ko0one-1988@hotmail.com
&lt&ltXx Ko0one o
عضو مشارك
عضو مشارك
&lt&ltXx Ko0one o


ذكر عدد الرسائل : 52
العمر : 35
البلد : makh
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 18/03/2009

حكايات الطريق إلى الجنة .. في رواية "توبة وسلي" للأميرة مها محمد الفيصل Empty
مُساهمةموضوع: رد: حكايات الطريق إلى الجنة .. في رواية "توبة وسلي" للأميرة مها محمد الفيصل   حكايات الطريق إلى الجنة .. في رواية "توبة وسلي" للأميرة مها محمد الفيصل Icon_minitimeالأحد مارس 22, 2009 11:41 pm

حكايات الطريق إلى الجنة .. في رواية "توبة وسلي" للأميرة مها محمد الفيصل 31-2



البطل التراجيدي مسلماً

وهكذا نجد من الناحية الفنية أن الروابط بين الحكايات الأساسية والفرعية في النسيج الحكائي لهذه الرواية. تجعلنا فنياً نشبه فارساً بالبطل في التراجيديا الإغريقية الذي يرتكب الخـــطأ أو يقع في الإثــم لا لخبث في نفسه، ولا لنية فاسدة فيه، وإنمـــا لخـــطأ في التقدير ولضـــعف اقتضته طبـــيعته البشرية وهـو ما يسميه أرسطو Hamartia التي تعــــني الخطأ التراجيدي في كتابه الشهير فن الشعر عن نظرية الدراما.

ومع ذلك يظل هناك فارق بين الرؤية الأرسطية لنهاية البطل والرؤية التي يقدمها الأدباء الإسلاميون كل من زاويته، لكن أغلبهم يجمعون أن البطـــل لا ينتهي النهاية المأساوية التي ينتهي إليها البطل في الدراما الإغريقية.



عود على بدء

اتخذت الكاتبة من فكرة خلق الإنسان من تراب وعودته للتراب شكلاً فنياً دائرياً لروايتها، ومنهاجاً فلسفياً ظل يراوح طوال الرواية، فقد بدأت حكاية فارس بحلم رأى فيه حفنة من تراب يلقيها عليه مجهول معه على نعش لم يلبث أن اختفى، فلما ارتاع قال له المجهول: أتحسب أنك في حلم؟ هذه الحقيقة. وظل الرجل الذي رآه فارس في الحلم مجهولاً لنا وتنتهي الرواية كما بدأت بحفنة من تراب إذ نسمع توبة يقول لفارس: يا فارس ما أنا إلا سائر أمشي هوناً فتطأ قدماي مسكني ومثواي، تحسب هذا الثرى تراب وقبض قبضة من تراب ثم قال لفارس: أنت في حلم... هذه الحقيقة. ورماه بها وضحك بعدها قائلاً: وهاك قبضة أخرى. ثم رفع يده نحو السماء أمسك بنجمة جعلت تتلألأ في كفه، ثم ألقاها في حجر فارس وسأل: من المسكين؟ ألا ما أحقر من كانت قبضة يده دون عالمه الذي خلق لأجله. ثم أضاف: قداشتقت يا أخي لنفض غبار الأيام عني. ص204 إنه شوق المسلم النقي التقي للقاء الله، للحياة الأخرى التي هي في عقيدته خير وأبقي وإيماناً بوعد ربه له وللآخرة خير لك من الأولى سورة الضحى فكان هذا خيار توبة وخياره الوحيد. وبعدها يصف فارس ما حدث لتوبة: تركني... لم أقدر أن أتحرك، بعد مدة سرت إلى حيث سار، فوجدته يصلي. سلم ثم استلقى على يمينه ولم يتحرك. اقتربت منه فوجدت أنه قد مات.

نعم بـــدأت الرواية بالمـوت والتراب وانتهت بالموت والتراب وبدأت رحــــلة فارس لمجهول يقـــول له: أتحسب أنك في حلم هذه الحقيقة. وانتهــى بتــــوبة يقــول له العبارة عينه أنت في حلم.. هذه الحقيقة.

ورغم أن المؤلفة لم تصرح باسم الشخصية في بداية الرواية إلا أن التشكيل الفني للأحداث والنسيج الفكري للشخصيات يدلل على أن الشخصية المجهولة التي ظهرت لفارس في بداية الرواية وصلى معها هو توبة نفسه، أما شخصية الميت الذي احتواه النعش فلن يكون غير عبد الله أخي توبة. والأهمية تكمن في مدى فهمنا للفكرة التي حملها لنا هذا الشكل الفني الدائري الذي استحدثته المؤلفة، وما يحمله من رمز، فالنعــــش ليـس إلا حقيقة الموت التي يتشاغل عنها الإنســـــان في سعيه الحثيث وحرصه الشـــــديد على زينة الحياة الدنيا، حقيقة تغيـــب عن الإنسان حتى يكاد يحسبها حلماً. أما قبضــــة التراب فهي البداية وهي النهاية حكايات الطريق إلى الجنة .. في رواية "توبة وسلي" للأميرة مها محمد الفيصل END-POINT2






`•.¸ )
¸.•
(`'•.¸(` '•. ¸ * ¸.•'´)¸.•'´)
«´¨`.¸.* .:.*.( ..كوني .. ).*.:. *. ¸.´¨`»
(¸. •'´(¸.•'´ * `'•.¸)`'•.¸ )
.•´ `•.¸
`•.¸ )
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://norels-ko0one-1988@hotmail.com
 
حكايات الطريق إلى الجنة .. في رواية "توبة وسلي" للأميرة مها محمد الفيصل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مـنـتــديات تســــالـى :: المنتديات العامة :: الركن الادبي والثقافي-
انتقل الى: