بين الامس و اليوم...
سألت جدي عن مدينة وزان
قال لي :كانت منذ قديم الزمان
مشهورة بالتين والزيتون والرمان
وكم أعطت من شباب شجعان
وأولياء وصالحين فيهم غيرة على الاسلام والانسان
سكانها يسود قلبهم الحنان
يقومون الليالي داعين ربنا المنان
للهدى والصلاة و الايمان
واسأل شيوخ القبائل عن وزان
تقول لك هي خير المدائن
الايمان والصلاة والغيرة على الدين دائم
نساؤها محافظات على تعاليم الاسلام
اطفالها في المساجد يتعلمون القرآن
بناتها لا تخرجن من المنازل الا بعض الأحيان
قلت له: لقد ذبلت الاشجار
ورمت اوراقها وهي في حالة استنفار
تغيرت المدينة وهذا فصل حار
لن تجد بها ظلالا ولا انهار
تغير كل شيء ليل نهار
لما حل بها من منكر
التقاليد نبذت ولم يعد لها آثار ...
غضبت العيون وكذا الاشجار
وأقسمت العيون على الا تعطي مياها للاشجار
فأقسمت الاشجار على الا تعطي ظلالا للبشر
يا للعجب !!!
يا للندم !!!
اين الايمان الذي اشتهرت به وزان ؟؟؟
اين هي البساتين والوديان ؟؟؟
انتهى عصرها ...
فلم تعد لدينا حديقة للنزهى
حديقتنا الوحيدة قد خربوها
وكراسيها القليلة قد كسروها
واعشابها الطفيلية قد اهملوها
والزهور المبعثرة لم يسقوها
والارض الصلبة لم يقلبوها
وفروع الاشجار لم يزبروها
والحديقة كلها لم يحرسوها ...
فأصبحت حديقتنا ملعبا لكرة القدم
يا للعجب !!!!
يا للندم !!!!
اهكذا تكون الحديقة الوحيدة المتبقية بالمدينة ؟؟؟
قل نعم ...
ولا تتكلم ...
بلى سأتكلم ...
انني لا زلت الاحظ أشياء ...
وسأنطق بها بدون استحياء ...